المؤتمر الصحي الثاني لإرادة

نظم اتحاد رجال الأعمال للدعم والتطوير " إرادة" قبل ظهر يوم السبت الواقع فيه ١٠ آب ٢٠٢٤ في فندق فينيسيا مؤتمره الثاني للصحة العامة تحت عنوان" قطاع الصحة العامة في لبنان: مشاكل وحلول" برعاية وحضور وزير الصحة العامة الدكتور فراس الأبيض ، العميد احمد شمص ممثلا قائد الجيش والمقدم حبيب عبدو من جهاز الطبابة العسكرية وعدد من الشخصيات النقابية الطبية والاستشفائية والجامعية والشركات الضامنة والمتخصصة باستيراد الادوية والمستلزمات الطبية وأركان القطاع الصحي والطبي والنقابي من مختلف الاختصاصات.
 


بداية كانت كلمة الرئيس المهندس عبد السميع الشريف الذي رحب براعي المؤتمر والمشاركين فيه من أركان القطاع الطبي والصحي معبرا عن سروره بعقد هذا المؤتمر واضعا إياه في اطار المبادرات والنشاطات التي اطلقتها "إرادة" ايمانا منها بواجباتها تجاه مجتمعها. حيث عدد الإنجازات والمشاريع الانمائية والاجتماعية التي نفذتها مثل اضاءة طريق المطار واستكمال اضاءة وسط بيروت وشارع فردان وتشغيل العديد من إشارات السير. وقال ان العمل جار اليوم لاضاءة نفق صائب سلام. كما تناول التحضيرات الجارية من أجل المساعدة في دفع العجلة الاقتصادية وتشغيل اليد العاملة ولا ننسى الموضوع التعليمي.
وبعدما كشف عن خطة لنشر مكاتب الجمعية في طرابلس والبقاع والجنوب،  تحدث عن مذكرة تعاون مع وزارة البيئة لزرع مليون شجرة في مناطق عدة من لبنان. وعدد الصعوبات غير المسبوقة التي نعيشها معتبرا ان الطريق طويل في مواجهة التحديات التي فرضها العدوان الاسرائيلي وازمة النازحين السوريين  والتلوث البيئي الى باقي المشاكل التي يعانيها لبنان، داعيا الى العمل لمواجهة التحديات من أجل إسترجاع دور لبنان الصحي إقليميا ودوليا وتحقيق الأهداف المنشودة.
 


وبعدها كانت كلمة رئيس لجنة الرعاية الطبية ومنظم المؤتمر الدكتور عبد السلام حاسبيني الذي عدد الصعوبات التي تواجهنا في لبنان عامة وفي الصحة العامة بشكل خاص وأكد أنها لن تثنينا عن العمل سويا للأفضل. 
ورأى ان الاهم هو العمل الدؤوب لدعم مراكز الرعاية الصحية الاولية، ودعم "رؤيا 2030" لوزراة الصحة العامة. وبذلك نستطيع الوصول الى الطب الوقائي الذي يساعد المواطنين اللبنانيين اولا وخفض الفاتورة الاستشفائية تاليا". 
وختم الدكتور حاسبيني بالقول: ان الاهم من كل ذلك ان نعمل سويا في القطاع العام والخاص، داعمين "رؤيا 2030" للمضي قدما في اصلاح القطاع الصحي وتطويره لنعود كما كنا مستشفى الشرق الاوسط.
 
بعدها كانت كلمة راعي المؤتمر وزير الصحة الدكتور فراس الابيض الذي استهل كلمته بالتنويه بالإصرار على انعقاد مؤتمر جمعية إرادة وسط الظروف البالغة الصعوبة التي يشهدها لبنان، لأنه يظهر أن لدى لبنان قطاع أعمال مهما" يدفع البلد ليس فقط إلى الصمود بل التقدم إلى الأمام، وهو ما يحفز على الأمل الكبير باستعادة لبنان مكانته في مقدمة الأنظمة الصحية في المنطقة.
ثم توقف الوزير الأبيض أمام العلاقة بين قطاعي الصحة والأعمال، وما إذا كان قطاع الصحة قطاعًا مكلفًا أم قطاعًا منتجًا. وقال إنه مما لا شك فيه أن التغطية الصحية تشكل جزءا مهما من الموازنات التشغيلية للشركات، وان تراجع المؤشرات الصحية سوف تؤدي إلى زيادة هذه النفقات مما يشكل قلقًا جديًا في هذا المجال، فمثلا سبعين في المئة من المجتمع في لبنان بحسب منظمة الصحة العالمية هم مدخنون ما يعني تزايد احتمالات الإصابة بأمراض متعددة. وبالفعل تتزايد في لبنان الإصابات بأمراض السرطان لدى الفئات العمرية الشابة وكذلك يلاحظ تزايد عدد المصابين بالأمراض المزمنة. 
وتابع الوزير الأبيض إلى أن هذا الواقع يؤدي إلى زيادة تكلفة تغطية العاملين على المؤسسات وكذلك على الدولة. ولفت في هذا المجال إلى أن المؤشرات الحالية تحتم تخصيص جزء كبير من موازنة الدولة لوزارة الصحة لإعطاء الأولوية لتغطية تزايد أعداد المرضى وذلك على حساب النفقات الإستثمارية الضرورية لتطوير البلد. وشدد الدكتور الأبيض على ضرورة تغيير هذا الواقع غير الجيد من خلال إرساء مقاربة تكون ركيزتها العمل على الوقاية وتمتّع أفراد المجتمع بعادات وحياة صحية جيدة ما يحقق استقرارًا وتوازنًا يصبان في مصلحة الجميع أفرادًا في مؤسسات القطاع الخاص وفي مؤسسات القطاع العام. واسف الأبيض في هذا السياق للمعارضة التي لقيها مجلس الوزراء لدى محاولته زيادة الضرائب على التبغ، وذكر وأن هناك دراسات تشير إلى زيادة بنسبة ثلاثين في المئة للمدخنين الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و16 سنة. وسأل: عن أي مستقبل صحي نتحدث وسط هذا الواقع؟
ومتناولا مسألة إنتاجية قطاع الصحة، لفت الأبيض إلى أن قطاع الصحة يشكل في عديد من الدول ما نسبته 18 إلى 20 في المئة من الناتج القومي. فهذا القطاع يفتح الباب لاستثمارات كبيرة من خلال إنشاء مصانع وشركات ومؤسسات متعددة ويفسح المجال تاليًا لتوظيف أعداد كبيرة من الاختصاصيين والعاملين. وبالفعل شكلت هذه الأزمة فرصة لقطاعات معينة بالصحة مثل قطاع صناعة الدواء لتتوسع في إنتاجيتها. وقال: "إن رؤيتنا بالنسبة إلى قطاع الصحة لا تقتصر فقط على التخفيف من تكاليفه، إنما تتعدى ذلك إلى تحويله إلى قطاع منتج جدا بشرط إدارته بطريقة جيدة تحقق الفائدة للبلد على الصعيدين الصحي والإقتصادي".
وتابع محذرًا من أن جهات عدة في لبنان تبدي رغبتها في الوقت الراهن بالعودة إلى ممارسات 2018 وما قبل، فيما من المعروف أن هذه الممارسات هي التي أسهمت في الأزمة المالية ولا يمكن العودة إليها بل يجب إيجاد السبيل الجديد للمضي قدمًا بنظام صحي مستقر ومتوازن وعادل. وقال: "يجب أن نتحلى بإرادة التغيير. هناك بلدان مرت بأزمات على غرار أزمة لبنان واستطاعت أن تغير وتتقدم للأفضل ولكن بلدانًا كثيرة أخرى لم تستطع أن تحقق شيئًا. نحن في هذا الوقت أمام هذا الخيار بين التغيير والتقدم أو العودة إلى ممارسات سابقة ثبت خطرها وعدم جدواها".
وختم الوزير الأبيض مشددًا على ضرورة أن تكون الرؤيا للقطاع الصحي بعيدة المدى بهدف إصلاح النظام، ولا تقتصر على إدارة الأزمة بل أن نمضي قدمًا في التأسيس لنظام يغلّب المصلحة العامة على المصلحة الشخصية وإلا فمن المستحيل أن نتقدم.
وقد تلا ذلك جلستين حواريتين عقدت الجلسة الاولى التي ادارها الدكتور في كلية الصحة العامة في الجامعة الاميركية فادي الجردلي التي تناولت مصير توصيات المؤتمر الأول لجمعية "إرادة" الذي عقد في شباط العام الماضي وآلية تنفيذها من ضمن "رؤيا 2030" . وشارك فيها الى جانب الوزير الابيض كلا من نقيب المستشفيات سليمان هارون، نقيب الاطباء يوسف بخاش، المقدم حبيب عبدو من جهاز الطبابة العسكرية، السيد ايلي نسناس من شركات التامين، الدكتورة عبير كردي علامة رئيسة نقابة الممرضات والسيد يحيى حلواني من قطاع التأمين الطبي. 


وفي الجلسة الثانية عقدت حلقة حوارية أدارها الأستاذ الجامعي كمال ميرزا وشارك فيها بالاضافة الى كل من الدكتورة أبي كرم والدكتورة حماده، كلا من ممثل جهاز الطبابة في الجيش المقدم حبيب عبدو، رئيسة نقابة مستوردي المستلزمات الطبية السيدة سلمى عاصي، رئيسة نقابة تجار ومستوردي التجهيزات والمواد الطبية السيدة رندى الرز والدكتور وليد مينا.
وتركزت المناقشات حول أوضاع القطاع ومعاناته في ظل الظروف الراهنة وما يمكن القيام به من اجل تعزيز وتسهيل أعماله وما هو مطلوب من أركان القطاع ووزارة الصحة والجهات الرسمية المعنية.
لجنة للتوصيات 
وفي نهاية المؤتمر شكلت لجنة لوضع التوصيات النهائية التي سيصار الى الإعلان عنها في وقت لاحق.